مؤسسة ميزان لحقوق الإنسان

Organization for Human Rights Meezaan

“أبو غريب” في طبريا والسجانة الأمريكية هي شرطي إسرائيلي يدعى “عومر”

أخبار مؤسسة ميزان

“أبو غريب” في طبريا والسجانة الأمريكية هي شرطي إسرائيلي يدعى “عومر”

 

مركز ميزان: “إفادات المعتقلين كشفت لنا عقلية سادية لبعض أفراد الشرطة الإسرائيلية تضاهي ما نراه ونسمع عنه من تنكيل المختلين عقليا لضحاياهم في أفلام هوليوود”

مثل كل القرى والمدن العربية في الداخل الفلسطيني، شهدت قرية كفركنا الجليلية يوم الأحد الأخير تظاهرة حاشدة شارك فيها الكبار والصغار من كل التيارات والأحزاب السياسية، تنديدا بالمجازر الإسرائيلية في غزة واستنكارا للصمت والخذلان الرسمي العربي والعالمي.

بعد انتهاء التظاهرة توجهت مجموعة صغيرة من الشباب وتظاهروا على الشارع الرئيسي للقرية الذي يصل بين طبريا وحيفا تدفعهم حرارة الصبا وعلى ضوء ما رأوه على مدار يومين من تقتيل وذبح للشعب الفلسطيني في غزة.

لقد باشرت اللجنة الشعبية في كفركنا عند ورود اخبار هذه التظاهرة الى المسارعة الى انهائها ولجمها حفاظا على المصلحة العامة الا ان الشرطة التي تواجدت في المكان بعشرات العناصر من الوحدات الخاصة والآليات وشاحنة المدفع المائي، هاجمت جموع المتواجدين واعتدت عليهم بصورة وحشية ونكلت بهم باستخدام الهراوات الحديدية والرصاص المغلف بالمطاط والقنابل المسيلة للدموع واقتادتهم رهن الاعتقال الى سلسلة تكاد تكون سريالية من التنكيل والتعذيب. وسرعان ما بدأت الأنباء بالورود عن تكرار لهذه الإجراءات في بلدات عربية أخرى.

هذا وقد تلقى مركز ميزان أخبارا تفيد بقيام رجال الشرطة بالضرب واستعمال القوة المفرطه ضد المعتقلين، فسارع محامو مركز ميزان إلى الالتقاء بالمعتقلين في مركز الشرطة، وهناك فاق ما رأوه كل تصور. ونوجز في بياننا هذا صورة عن منهجية التعذيب التي مارسها رجال الشرطة الاسرائيليون يوم أحد الخميس.

“مرحلة الصيد”:

من الإفادات التي جمعت في منطقة كفركنا اتضح أن الشرطة استعملت أسلوب التطويق واعتقال كل من وجد في المكان بلا تمييز ضمن إجراءات اعتقال ثابتة كما يلي:

  • 1. هجوم ما لا يقل عن شرطيين اثنين مدججين بالسلاح والعصي ويلبسون الخوذة الواقية على كل من تواجد في المكان.
  • 2. البدء بضربات على الرأس والأطراف قبل أي تبادل لحديث.
  • 3. رش الغاز المسيل للدموع في وجه المعتقلين من مسدس غاز.
  • 4. جر المعتقل إلى منطقة تسيطر عليها الشرطة ويرافق ذالك ضربات بالمرافق والخوذ والهراوات المعدنية.

بهذه الطريقة والتي تشابه صيد السمك في البحر بشبكة “الجرف” تم اعتقال اثنين من الصحافيين والتنكيل بهما بالطريقة المذكورة. كما تم اعتقال مواطنين تواجدوا صدفة في محطة الوقود التي وقعت أيضا داخل “منطقة الصيد”، بل وتم اعتقال أحد عمال المحطة.

كما وتم اعتقال قاصرين منهم من لم يتجاوز ال 13 سنه وقد تعرض هذا الطفل الى التنكيل الشديد وكانت آثار الضرب ظاهرة عليه.

مرحلة الاستفراد:

  • 1. يعزل المعتقل في داخل سيارة GMC ويقوم أحد أفراد الشرطة أو اثنين بالاستفراد به والتفنن في ضربة وكيل الشتائم له.
  • 2. يتخلل ذلك فترات مخصصة للاهانة النفسية حيث يؤمر المعتقل بتنفيذ أفعال مثل الجلوس بصورة ما أو خلع حذائه أو غيرها ثم ما يلبث ان يعاقب بالضرب بدعوى انه لم ينفذ الأمر كما يجب.
  • 3. يتخلل هذه المرحلة شتائم تحمل الطابع الجنسي تجاه المعتقلين وأمهاتهم وأخواتهم زيادة في إذلالهم.
  • 4. ثم يؤخذ المعتقل ويتم تصويره مع الشرطي الذي قام باعتقاله ويتم اتهامه بأنه قد رشق بالحجارة هذا الشرطي بالذات ولهذا تم اعتقاله.
  • 5. بعدها يؤخذ الى سيارة شاحنة مع معتقلين آخرين.
  • 6. يستمر الضرب والتنكيل ايضا في هذه المرحل في الطريق إلى محطة الشرطة.

درب الآلام – في محطة الشرطة:

  • 1. يبدأ الدخول الى محطة الشرطة بلجنة استقبال خاصة مكونة من رجال الشرطة يقفون عن اليمين وعن الشمال والمعتقلون مقيدون معا يمرون من خلالهم تحت اللطمات والركلات والبصقات.
  • 2. بعد ذلك يتم تجميع المعتقلين في زاوية ضيقة مكبلين بشرائط بلاستيكية ويبدأ أفراد الشرطة بالركل وخاصة على المناطق الحساسة والوجه، ثلاثة من المعتقلين لا يزالوا يعانون من دماء تجمعت في أعينهم بعد نزفها جراء هذا التنكيل.
  • 3. بعض أفراد الشرطة أخذوا دورا متميزا في البصق المستمر في وجه المعتقلين, أحد المعتقلين التقينا به والبصاق لا يزال ملتصقا بثيابه.
  • 4. بعد ذلك تبدأ مرحلة فردية كان أبطالها اثنين من رجال الشرطة بشكل خاص، أحدهما تم التعرف عليه بشكل أكيد من قبل المعتقلين وهو أصلع الرأس ويدعى عومر.
  • 5. عومر هذا اخذ مهمة التنكيل الشخصي بان أمسك بكل معتقل على حدة وقام بالتنكيل به بتفنن كل بطريقة مختلفة ومن ضمن ذلك:
  • أ‌- الشد بالإذنين والضحك من ذلك والاستهزاء من المعتقل.
  • ب‌- قذف السجائر المشتعلة على المعتقلين وهم مكبلون.
  • ت‌- إيقاف المعتقل ملاصقا للحائط وأمره بإنزال يديه ولطمه بكل قوة على وجهه.
  • ث‌- التفنن في شتم والأمهات والأخوات، وشتم النبي محمد صلى الله عليه وسلام، بصورة مقززة.
  • ج‌- الضرب والصفع.
  • 6. بعد الانتهاء من مسلسل الاستقبال وخلال أخذ الافادات والتحقيق كان بعض رجال الشرطة يدخلون الى غرف التحقيق وخاصة “عومر” المذكور ويقوم بالضرب وكيل الشتائم.
  • 7. عندما طُلبت المساعدة الطبية أو تقديم شكوى ضد الضرب تم تجاهل هذا الطلب من قبل المحقق والاستمرار بالتحقيق.
  • 8. التحقيق كان يتم والمعتقل لا يزال مكبلا بالشريط البلاستيكي.

أطباء بلا حدود:

تصرف عنصري من نوع أخر، وبعد أن سعى محامو مركز ميزان خلال زيارتهم للمعتقلين بتحصيل حق المعتقلين بتحويلهم للفحص الطبي في مستشفى قريب اثر الضرب المبرح الذي تلقوه من رجالات الشرطة ولشعورهم بآلام شديدة، قامت مصلحة السجون بفحصهم عن طريق طبيب السجن ومن ثم تحويل جميع المعتقلين المتضررين إلى مستشفى بوريا.

الصدمة الكبرى كانت في المستشفى حيث قوبلوا استقبالا قاسيا لا يليق بأطباء يحترمون أنفسهم ومهنتهم واقل ما يقال عنهم “أطباء بلا حدود” نظرا لتجاوزهم كل حدود المعاملة الإنسانية وتجاوزهم كل الحدود وممارستهم العنصرية المتعفنة في قلوبهم، وتصرفهم مع المعتقلين بقسوة ولامبالاة، بعيدا كل البعد عن مهنتهم؛ تصرف يدل على بغض وحقد مدفون في قلوبهم بات من الصعب عليهم إخفاءه مهما بلغت مراكزهم آو وظائفهم، فهم أصبحوا يتعاملون مع العربي على انه “مجرم” خارج عن الحدود.

هذه التصرفات أخذت الطابع التالي: الجفاء في المعاملة، الشدة وتجاهل الألم خلال الفحوصات، رفض الإجابة عن أي سؤال, والتعنيف الكلامي.

بعد أن التقى محامو مركز ميزان مع المعتقلين وشرحوا لهم حقوقهم في ظل التحقيق، حضروا جلسات المحكمة الأولية وتابعوا ملفهم قضائيا، مع نية تمثيلهم في الإجراءات القانونية التالية والدفاع عنهم أمام القضاء.

شكر خاص:

يتقدم مركز ميزان بالشكر الجزيل لطاقم محاميها وللمحامين الذين قدموا المساعدة القانونية والمرافقة وهم: حسان طباجة, عمر خمايسي, جواد عواودة, جمال دهامشة, وليد خطيب, خالد أمارة, خالد زبارقة, نائل مصالحة (مكتب رافي مصالحة).

شارك عبر شبكات التواصل :

اخر الأخبار