مؤسسة ميزان لحقوق الإنسان

Organization for Human Rights Meezaan

توفيق محمد – المشرف العام للمؤسسات الإعلامية في الحركة الإسلامية

مقالات قانونية

هناك من يعتقد أن المعركة على المسجد الأقصى المبارك لما تبدأ ، وهناك من يعتقد أو يحاول أن يقنع نفسه أن الصراع الدائر حول مدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك هو صراع سياسي وليس صراعا دينيا تحكمه إيديولوجيات أصحاب القبعات السود والعقائد التلمودية التوراتية .

المسجد الأقصى المبارك اليوم يعاني من هجمة إسرائيلية عنيفة على كل ما فيه ، وعلى كل ما يمثل ، وعلى كل ما يرمز إليه ، فهو بعد أن فصله الاحتلال الإسرائيلي عن محيطه العربي والإسلامي بفعل احتلاله في العام 1967 ، عاد هذا الاحتلال وفصله عن الجزء الأكبر من محيطه الفلسطيني فمنع الأهل من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة من الوصول إليه أو إلى مدينة القدس الشريف ، وهكذا بقي المسجد الأقصى المبارك مفصولا عن امتداده العربي والإسلامي والفلسطيني ، ومقتصرا على زيارة الفلسطينيين من الداخل الفلسطيني ومدينة القدس الشريف ، فهم من أبقى لهم الاحتلال الغاشم إمكانية زيارة المسجد والصلاة فيه ، لكن هذا الاحتلال ، وكعادة كل احتلال سارق ، يبقى يدور في دائرة فريسته ويحيطها بالدوائر لأنه يعلم انه باطل وسارق وغير شرعي مهما مارس من عنجهيات القوة والعربدة ، ومهما اصدر من فرمانات الظلم والكذب ، فهو مستيقن ومتأكد أن كل ما يرويه عن حق موهوم أو هيكل مزعوم ، أو شرعية مدعاة ، هو يعلم عين اليقين أن كل ذلك باطل ووهم وادعاء كاذب لا أساس له ولا أرضية تدعمه ، ولا حق يسنده ، فهو – الاحتلال – الذي ما يزال أزلامه يحفرون الأنفاق تلو الأنفاق تحت المسجد الأقصى وفي محيطه في محاولة لإيجاد دليل يربطهم بما يدعون عبثا .

هذا الاحتلال الغاشم وعلى ما يبدو قد قرر بينه وبين نفسه انه آن أوان تنفيذ المخططات اللئيمة بحق المسجد الأقصى المبارك كما اخرج مخططاته بحق شقيقه الإبراهيمي أواسط العقد المنصرم إلى حيز التنفيذ ، ولذلك فانه بات يتصرف كالمجنون المهووس ، وبات يصدر الأوامر الاحتلالية والفرمانات الظالمة واحدا تلو الآخر بحق سدنة وعباد وحراس ورواد المسجد الأقصى المبارك يمنعهم فيها من حق العبادة والتبتل في مسجدهم ، في أقصاهم المبارك ، فهذا فضيلة شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية ممنوع من أداء الصلاة فيه منذ عامين ويزيد ، وهؤلاء الإخوة الشيخ يوسف الباز والسيد علي أبو شيخة والسيد مصطفى أبو زهرة ، والسيد حاتم عبد القادر يمنعون من الصلاة في المسجد الأقصى لمدة ستة أشهر ، وهذا خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا فضيلة الشيخ الدكتور عكرمة صبري ، لم يكد يضع قدميه على ارض الوطن قادما من الأراضي المقدسة بعد أن أدى فريضة الحج وإذ بالأوامر الباطلة تستدعيه إلى الغرفة رقم 4 ( وهي غرفة التحقيق والمخابرات في شرطة القدس ) ، لاستلام أمر يمنعه من دخول المسجد الأقصى والصلاة فيه لمدة ستة أشهر قادمة ولم تنفع محاولات المحامي الأستاذ خالد زبارقة تأجيل وصول الشيخ للغرفة رقم 4 ليوم غد كونه للتو واصلا من سفر بعيد ولما يأخذ قسطا من الراحة بإقناع سدنة الغرفة رقم 4 بالعدول عن موقفهم ، بل إمعانا بالاضطهاد الديني لخطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا وكل ما ومن يمثله أصروا عليه أن يحضر لتوّه إلى غرفتهم لاستلام الأمر وإلا استصدروا بحقه أمر اعتقال .

إلى ذلك فانه ليس خافيا على احد أوامر الاحتلال الباطلة والظالمة بتحديد جيل من تسمح لهم بأداء الصلاة في المسجد المقدس في أيام ومناسبات عديدة ، فقد بدأته بجيل 35 عاما ثم رفعته إلى 40 عاما ثم 45 عاما واليوم فانه تمنع من هم دون الخمسين عاما من الصلاة في المسجد الأقصى متى تشاء عنجهيتها الاحتلالية فعل ذلك .

وفي ظن واهم فان هذا الاحتلال يحاول فرض ما يعتقده معادلة رعب على مناصري وسدنة المسجد الأقصى ومدينة القدس الشريف عبر تقديم لوائح اتهام باطلة بحقهم ، فهذا الشيخ رائد صلاح والدكتور سليمان احمد والسيد علي أبو شيخة والصحفي محمود أبو عطا أبو الرائد والحاج عبد الكريم محمد كريّم ” أبو وائل ” من كفر كنا – رئيس جمعية التكافل الإنساني – ، والسيد سعيد حسين مقاري من كفر كنا ، والسيد أدهم نمر منصور من الناصرة ، قدمت بحقهم جميعا لوائح اتهام لانهم يسعون إلى اداء حقهم الديني في الصلاة في المسجد الأقصى والحفاظ عليه للمسلمين ، فيما يهدد هذا الاحتلال الشيخ يوسف الباز بتقديم لائحة اتهام بحقه .

في ذات الوقت فان قوات الاحتلال التي تحتل أبواب المسجد الأقصى المبارك تقوم يوميا باقتحامه عبر إدخال العشرات من اليهود الصهاينة والمتدينين إلى باحاته وساحاته وهم يؤدون طقوسهم الدينية ومنها احتساء الخمر ، بل إن مجموعات من رجال المخابرات والشرطة الاحتلالية ، وجهات رسمية أخرى تقوم باقتحام المساجد المسقوفة أحيانا كالمسجد القبلي والتجول في داخله ، بل إن أفراد الشرطة الاحتلالية والمستوطنون المقتحمون يتناولون السجائر في أماكن ومواقع داخل المسجد وهو ما يمنع فعله داخل المساجد .

انه المسجد الأقصى المبارك اليوم أكثر من أي وقت مضى يحاول الاحتلال بتره عمن تبقى من محيطه الإسلامي العربي الفلسطيني في الداخل الفلسطيني وفي مدينة القدس ، والاستفراد به كيما يتسنى لهم الاعتداء عليه وتنفيذ مخططات موهومة فيه .

إن على الأمة الإسلامية والعالم التيقظ الآن والوقوف أمام المسؤوليات الكبيرة التي تقف على بواباتهم ، وإلا فإنهم سيدخلون التاريخ من أبواب لا تملك سوى لعن من يدخلها .

شارك عبر شبكات التواصل :

اخر الأخبار